
من فتاة صغيرة تعشق الحلويات إلى صانعة محترفة ومتميزة تحظى بشهرة واسعة “سوما البنا” تضع بصمتها بداية من الموهبة إلى الإحتراف.
في عالم الحلويات، حيث تتلاقى النكهات مع الإبداع، برز إسم أم كلثوم مصطفى عبد اللطيف، والمعروفة بإسم سوما البنا، كواحدة من أكثر صانعات الحلويات تميزًا في قلب بني سويف. بدأت رحلتها مع الحلويات منذ نعومة أظافرها، حيث كانت تمتلك شغفًا خاصًا بتحضير الحلوى وتجربة الوصفات الجديدة، حتى تحولت موهبتها إلى مهنة متقنة تمارسها بكل حب وإبداع.
منذ صغرها، كانت سوما تهتم بكل ما يتعلق بالمطبخ، لكن الحلويات كانت شغفها الأول. كانت تستمتع بمراقبة والدتها وهي تحضر أصناف الحلوى التقليدية، وسرعان ما بدأت في تجربة الوصفات بنفسها. لم يكن الأمر مجرد اهتمام عابر، بل كان حبًا حقيقيًا دفعها إلى تطوير مهاراتها مع كل تجربة جديدة.
كبرت سوما والتحقت بكلية التجارة، لكنها لم تتخلَّ عن حبها للحلويات. على الرغم من أن دراستها كانت بعيدة عن مجال الطهي، إلا أن ذلك لم يمنعها من السعي وراء حلمها، فكانت تستغل وقت فراغها في البحث عن وصفات جديدة، وتجربة طرق مبتكرة لتحضير الحلويات.
مع تقدم التكنولوجيا وانتشار الدورات التدريبية عبر الإنترنت، وجدت سوما الفرصة المناسبة لتطوير مهاراتها بشكل احترافي. لم تتوقف عند حد التجربة الشخصية فقط، بل التحقت بعدة كورسات أونلاين في فنون صناعة الحلويات، وتعلمت أسرار الحلويات الشرقية والغربية، وتقنيات التزيين الحديثة التي تجعل منتجاتها مميزة.
من خلال هذه الدورات، أتقنت إعداد أصناف متنوعة من الحلويات التي أصبحت تشتهر بها. لم يكن التعلم سهلاً، لكنه كان ممتعًا بالنسبة لها، حيث كانت تتابع الشيفات المحترفين وتطبق كل ما تتعلمه بإتقان حتى وصلت إلى مستوى احترافي يُشهد له.
بعد أن أصبحت متمكنة من فنون الحلويات، قررت تحويل شغفها إلى مشروع حقيقي. بدأت بإعداد الحلويات لعائلتها وأصدقائها، وسرعان ما انتشرت سمعتها في بني سويف، حيث أصبح الكثيرون يطلبون منها تحضير الحلويات للمناسبات المختلفة مثل حفلات الزفاف، أعياد الميلاد، الخطوبات، والتجمعات العائلية.
تميزت سوما بجودة منتجاتها ومذاقها الفريد، مما جعلها تكسب ثقة الزبائن بسرعة. لم تقتصر على تقديم الحلويات التقليدية فقط، بل كانت دائمًا تسعى للابتكار وإضافة لمستها الخاصة لكل وصفة، مما جعل حلوياتها تختلف عن أي منتجات أخرى في السوق.
لا تتوقف طموحاتها عند هذا الحد، فهي تسعى لتوسيع نشاطها وافتتاح محل حلويات خاص بها يحمل بصمتها الخاصة. تحلم بأن يصبح لديها علامة تجارية مميزة في عالم الحلويات، وأن تقدم كورسات لتعليم المبتدئين فنون صناعة الحلويات، تمامًا كما تعلمت هي من خلال الدورات الأونلاين.
كما تؤمن بأن النجاح لا يأتي بسهولة، لكنه يحتاج إلى الإصرار والتعلم المستمر والتطوير الدائم. وبفضل شغفها واجتهادها، أصبحت اليوم واحدة من أكثر صانعات الحلويات شهرة في بني سويف، حيث يتهافت الناس على طلب منتجاتها، ويثنون على مذاقها الرائع وجودتها العالية.
قصة سوما البنا ليست مجرد قصة نجاح عادية، بل هي مثال حي على أن الشغف والعمل الجاد يمكن أن يحول أي موهبة إلى مشروع ناجح. استطاعت أن تثبت أن التعلم لا يتوقف عند مقاعد الدراسة، وأن الإنترنت أصبح وسيلة قوية لأي شخص يريد تطوير مهاراته وتحقيق حلمه.
من فتاة صغيرة تعشق الحلويات إلى صانعة محترفة تحظى بشهرة واسعة، قطعت سوما رحلة مليئة بالتحديات والإنجازات، وهي الآن تواصل طريقها نحو تحقيق المزيد من النجاحات، واضعة نصب عينيها حلمها الكبير في أن تكون واحدة من أبرز الأسماء في عالم الحلويات.