مقالات

إبداع وتحدي وإصرار المرأة المصرية الطموحة على النجاح “علا الفولي” تبتكر، وتفتح الأبواب أمام جيل جديد من الكُتّاب ليقدّموا روايات تستحق أن تُقرأ وتُخلّد في الذاكرة.

بالقرب من عالمٍ تتشابك فيه الأحلام مع الواقع، تبرز الكاتبة” علا الفولي” كواحدة من أبرز الأسماء التي سارت بخطى واثقة نحو صناعة محتوى أدبي راقٍ ومجتمعٍ حقيقي من الكُتّاب والقرّاء الموهوبين. على موقعها الإلكتروني، حيث تتناغم أقسام الرئيسية – الكورسات – المتجر – المدونة – عرض الشهر – نبذة عني – الجوائز والتوقيعات – اتصل بنا، يجد الزائر رحلة حياة ملهمة تمزج بين الإبداع، والتحدي، والإصرار على النجاح.

 

تقول علا الفولي في فقرة نبذة عني إن الكتابة لم تكن يومًا حلمًا عابرًا، بل رفيقة دربها منذ سنوات الدراسة الثانوية. ورغم أن دراستها الجامعية كانت في كلية الآداب قسم اجتماع، فإن شغفها بالأدب ظل يضيء الطريق أمامها، حتى عندما أغلقت الصحف والمجلات أبوابها أمامها ككاتبة غير صحفية، وحتى حين اصطدمت بواقع الحياة العملية ومسؤوليات الأسرة. ومع كل تلك الصعوبات، لم تتخلَّ عن القلم، بل ظلت تكتب لنفسها حتى وجدت طريقها إلى القرّاء.

 

في عام 2006، أنشأت مدونتها الأولى على موقع مكتوب، الذي جمع حولها قراء من مختلف أنحاء الوطن العربي، فكانت تلك البداية الحقيقية لرحلتها الأدبية. كتبت الشعر والمقالات والقصص القصيرة، وأصدرت سيرة بلد مفقود، إلى أن أغلق الموقع، فانتقلت إلى منصة ووردبريس، حاملةً معها روح المجتمع الأدبي الذي أحبته.

لاحقًا، التحقت بكورس في الصحافة بالتعاون مع الأمم المتحدة والمركز الدولي للصحفيين، وتدربت في جريدة اليوم السابع، ثم كتبت في مجلة المجلة تحت رئاسة تحرير الراحل أسامة عفيفي. وقد كُلّفت بتغطية فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب بين عامي 2012 و2014، لتوثّق تجربتها في كتاب بعنوان ذاكرة المعرض.

 

لم تتوقف طموحاتها عند حدود الكتابة الصحفية، فخاضت تجربة الإذاعة عبر إعداد وتقديم برامج مثل دقائق في سيرة الحبيب وعلى جبين الوطن وسطور لا تُنسى، التي بثت على إذاعة مصر الجديدة، وجمعت من خلالها جمهورًا واسعًا. ومع مرور الوقت، تعلمت النشر الإلكتروني والورقي، لتدرك أن الكاتب لا بد أن يكون على دراية بكل مراحل إنتاج كتابه من الفكرة حتى التسويق.

 

تروي تجربها قائلة “الفشل الملهم” حين كتبت رواية شعرت أن بها خللًا لم تستطع تحديده. ومن هنا بدأت رحلة بحثها العلمي عن أركان الرواية وتقنيات الكتابة، لتفكك النص الأدبي وتعيد بناءه على أسس صحيحة. ومن هذا البحث وُلدت فكرة إنشاء ورش الكتابة الإبداعية التي تهدف إلى تبسيط مفاهيم السرد والوصف والحوار والزمن والمكان والإيقاع والراوي.

 

أطلقت أولى ورشها بعنوان كيف تثق في موهبتك وتكتب بإنطلاق، ثم تتابعت الورش المتخصصة في القراءة والوصف والسرد واكتشاف الشغف. ومن تفاعل المتدربين، ظهرت فكرة دورة أركان الرواية للمبتدئين، التي تجمع بين الدروس المسجلة واللقاءات التفاعلية عبر زووم، ليحصل كل متدرب على دعم شخصي مباشر من علا الفولي.

 

كما أنشأت موقعها الإلكتروني ليكون منصة متكاملة تجمع بين الكورسات، المتجر، والمدونة، حيث تقدم دورات تدريبية بأسعار رمزية تناسب الجميع، وتعرض من خلال المتجر كتبها الشخصية وكتب الورش، إضافةً إلى بعض الإصدارات المجانية كهدية للزوار. كما تتيح المدونة مقالات وموضوعات أدبية تحفّز الموهوبين على تطوير أدواتهم.

 

ولأنها تؤمن بأن التعلم لا يتوقف، أطلقت منصة يوتيوب مجانية لتحليل الروايات بشكل احترافي دون حرق الأحداث، بهدف تشجيع القرّاء على قراءة الرواية كاملة وفهم بنائها الفني.

 

كما حصدت على محبة متدربيها الذين عبروا عن امتنانهم بتصميمات وشهادات تقدير، كما تم تكريمها من قبل المعتكف الكتابي في معرض الكتاب 2023، تقديرًا لإسهاماتها في نشر ثقافة الكتابة الاحترافية في العالم العربي.

اليوم، تمضي علا الفولي بثقة على طريق الإبداع، تكتب وتبتكر وتدرب، وتفتح الأبواب أمام جيل جديد من الكُتّاب ليقدّموا للمكتبة العربية روايات تستحق أن تُقرأ وتُخلّد في الذاكرة. موقعها ليس مجرد صفحة إلكترونية، بل نافذة مفتوحة على عالم الأدب والحلم والإصرار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى