الإصرار والعلم والنية الصادقة كفيلة بأن تصنع طريق النجاح مهما كانت التحديات الدكتورة” زينب العماري”رسالة أمل لكل شاب وشابة في محافظات الصعيد.

من قلب محافظة الأقصر، وتحديدًا من مركز إسنا، تبرز الدكتورة زينب العماري كواحدة من النماذج المضيئة في مجال العلوم الصحية والتحاليل الطبية، إذ جمعت بين التميز العلمي، والإخلاص في العمل، والحرص الدائم على تطوير الذات وخدمة المجتمع.
تحمل الدكتورة زينب بكالوريوس العلوم الصحية التطبيقية، وهو التخصص الذي جمع بين العلم الدقيق والجانب العملي التطبيقي، ما أهلها لتكون من أوائل الكفاءات الشابة التي شقت طريقها بثبات في مجال التحاليل الطبية داخل المحافظة وخارجها.
بدأت مسيرتها العملية في المعمل المشترك بالأقصر، حيث عملت كيميائية تحليلية مسؤولة عن دقة النتائج وسلامة الإجراءات المخبرية، وشاركت في تطوير بيئة العمل داخل المعمل بما يتماشى مع أحدث المعايير العلمية. وخلال فترة عملها، اكتسبت خبرة واسعة في مختلف أقسام التحاليل الطبية، من الكيمياء الحيوية إلى الهيماتولوجي والمناعة والميكروبيولوجي، مما أكسبها ثقة زملائها والأطباء العاملين في المجال.
وبفضل اجتهادها وتميزها، انتقلت لاحقًا لتتولى دورًا محوريًا في مجال التحول الرقمي، حيث تشغل حاليًا عضو إدارة نظم المعلومات والتحول الرقمي بمستشفى طيبة التخصصي. في هذا الدور، تساهم الدكتورة زينب في تطوير الأنظمة الإلكترونية التي تسهّل سير العمل داخل المستشفى، وتضمن دقة البيانات الطبية وسرعة الوصول إليها، في خطوة تواكب توجه الدولة المصرية نحو التحول الرقمي في القطاع الصحي.
لا تقف إنجازات الدكتورة زينب عند العمل الإداري أو الفني فقط، بل تمتد إلى الجانب الإنساني والتعليمي أيضًا. فهي مدرب معتمد في عدة مجالات مهمة، أبرزها التحاليل الطبية وتطوير الذات والإسعافات الأولية، حيث تؤمن بأن نقل العلم ونشر الوعي الصحي هما رسالة سامية لا تقل أهمية عن ممارسة المهنة نفسها.
قدّمت العديد من الدورات التدريبية وورش العمل المعتمدة داخل محافظة الأقصر وخارجها، وخرّجت عشرات المتدربين من طلاب وخريجي كليات العلوم الصحية والعلوم والصيدلة والتمريض، مما ساهم في إعداد جيل جديد من الكوادر المؤهلة علميًا وعمليًا لدخول سوق العمل بكفاءة عالية.
كما تهتم بتطوير مهارات التواصل والقيادة لدى الشباب من خلال كورسات تطوير الذات، التي تركز فيها على بناء الثقة بالنفس، وتحقيق التوازن بين الحياة العملية والشخصية، وتنمية القدرات الإبداعية.
أما في مجال الإسعافات الأولية، فتعد من أوائل المدربين الذين قدموا محتوى توعويًا مبسطًا ومفيدًا للأفراد والأسر، إيمانًا منها بأهمية امتلاك كل شخص للمهارات الأساسية التي قد تنقذ حياة إنسان في موقف طارئ.
كما تعتمد في أسلوبها التدريبي على الدمج بين العلم والخبرة الميدانية، وبين الجانب النظري والتطبيقي، مما يجعل محاضراتها وورشها التفاعلية نموذجًا يحتذى به في التعليم التطبيقي الحديث.
ويُعرف عنها التواضع والالتزام، إلى جانب روحها الإيجابية التي تبثها في طلابها وزملائها، مما جعلها تحظى بتقدير كبير في الوسط العلمي والمجتمعي على حد سواء.
تُعتبر اليوم مثالًا حيًا للمرأة المصرية الطموحة، التي تجمع بين العلم والعمل والعطاء المجتمعي، وتسعى بخطوات واثقة نحو المستقبل. فهي لا تكتفي بما وصلت إليه، بل تواصل السعي لاكتساب مزيد من الخبرات، والمشاركة في تطوير منظومة التحاليل الطبية في صعيد مصر، وإلهام الأجيال الجديدة من أبناء الأقصر على أهمية التعليم والتدريب المستمر.
إن قصة نجاح الدكتورة زينب العماري ليست مجرد سيرة مهنية، بل هي رسالة أمل لكل شاب وشابة في محافظات الصعيد بأن الإصرار والعلم والنية الصادقة كفيلة بأن تصنع طريق النجاح، مهما كانت التحديات.
